الرســـالة الثانية
... وكالعادة كتب الأسطى حراجى القط .. على المظروف العنوان ..
الجوهره المصونه
والدره المكنونه
زوجتنا فاطنه أحمد عبد الغفار
يوصل ويسلم ليها
في منزلنا الكاين في جبلاية الفار
أما بعد ..
فهذا تاني خطاب ..
باعتين طيه ما قدرنا المولى عليه ..
وعنبعتلك في ظرف الجمعه .. طرد
الطرحه والجزمه بتوعك ..
وكساوي عزيزه وعيد .
دورت الحسبه ف راسي وقلت يا واد يا حراجي ..
هو يعني قانون العيل ما يدوقشي الكسوه ..
غير في العيد؟
أمال كيف العيل حيحس أبوه جنبه
إذا كان الأب .. بعيد .. ؟
بقى أول ما دلقنا يا فاطنه بابور السد على محطة إسوان
أنا والجدعان
حسيت بالدوخه
مش أول مره باسيب جبلاية الفار .. ؟
رحنا المكتب
طبعنا البطاقات ..
ومضينا على الورقات
أه يا (( فطاني )) لو شوفتي الرجاله هْنِهْ
قولي .. ميات .. أولوفات ..
بحر من ولاد الناس ..
إللي من (( درجا )) واللي م (( البتانون ))
واللي من (( أصفون)) و (( التل))
جدعان .. زي عيدان الزان .. سايبن الأهل .
وتطلي في عين الواحد يا ولداه ع الغربه ..
عارفه يا مرتي الراجل في الغربه يشبه إيه .. ؟
عود دره وحداني .. في غيط كمون ..
حسيت بالخوف ناشع في عروقي زي البرد .
قضينا الليله الأولانيه في أي مكان .
العين مشقوقه..
والبال ..
زي الغله اللي بتسرسب من يد الكيال
وندهت عليكي قلت : انا بنده
امعاني ؟
سامعيني يا عيال ؟
النبي لولا الخوف واللومه من الرجاله ..
لاركبت القطر وعدت
قبل ما أروح لموظف
قبل ما أرد سؤال.
وقعدت أعقل نفسي وأقول : يا حراجي يا بوي
أمال جيت ليه ؟
الخايف من الغربهة ما يجيش
اتحمل علشان كسوة عيد .. ورغيف العيش
لكإنك ياخي رحت (( الديش ))
من خوفي يا مرتي
قعدت أهدي الرجاله .
فاطنه ..
أول ما تفكي الخمسه جنيه
اطلعي ع الفور ..
وإدي حساب (( عمران )) وجنيه (( بمبة الصباغ ))
والباقي زيحوا بيه القارب
لما يعدلها الرحمن
سلمى ع الوِلد .. وع (( الحاج التايب ))
بلا كتر كلام ..
سلمي على كل اللي لينا فيهم نايب ..
وإوعي يا فطنه لما ارجع وأبص ف وش اللولاد ..
أعرف إن أبوهم كان غايب .
وإحنا هنا بنستنى الجوابات بفروغ صبر
طول ما الجوابات رايحه وجايه .
اعتبري كإني باجي أشوفك..
واجى .
زوجك لاوسطى حراجي
وعلى طول ردت فاطكمنة عبد الغفار على جوزها ..وكتبت على المظروف العنوان ..
[
size=24]أسوان
زوجي الغالي
لاوسطى حراجى القط
العامل في السد العالي
[color:cb73=darkblue]
جبلاية الفار
وصلنا الطرد وجانا المبلغ يا حراجي ..
أحياك الرب وأبقاك ألفين عام ..
ولا عاد يقطعلك عاده ولا حس..
ولا يقفل لك كف ..
ولا يطوي من قدامك سجادة الخير والسعاده ..
اما بعد ..
فإحنا وزعنا المبلغ زي ما قلت..
ولعلك ما تشغلش بالك فينا وتبقى في راحة بال ..
إحنا يا حراجي – بعيد الشر- إن ضاقت بينا الحال يكفينا ريال
كفايه علينا البسطاوي الظهر يخطي عتبة الدار
غمبارح .. جانا (( الشيخ قرشي )) .. وخبط ع الباب ..
جه ساعة المغرب
قاللي لا بدن ما نبص لعيد ..
قاللي : (( يا بت المرحوم ..
الواد لازمه الكتاب ..
يو السوق ..
إتدلي هاتي له قلمين بوص .. ودواية .. ولوح )) ..
وضحك .. بعدين قاللي : (( لاحسن يطلع لوح ))
وأنا بيني وبينك يا حراجي عاوزاه يكبر
ويعوضنا عن الأهل ويعمل لنا قيمه ..
عاوزاه تكون قيمته ف جبلاية الفار قيمة القيمه ..
اللي بتقوله عن أسوان يا بوعيد ..
حكايه ولا حكايات أبو زيد ..
هيا يعني .. مش زي بلدنا .. ؟
أمال ناسها بيسووا إيه .. ؟
ما بيشتغلوش ليه ؟
وإنت .. طول عمرك راجل صاحب فاس
فهمهاني دي
لاحسن عامله في راسي زي الخبطه ..
كيف صاحب الفاس يصبح أوسطى .. ؟
صاحبك (( تكروني )) لما أتى بالطرد ..
شيعنا معاه الموجود ..
في الليل يا حراجي تهف عليا ما عرف كيف ..
هففان القهوه .. على صاحب الكيف ..
وبامد إيديا في الظلمه ألقاك جنبي ..
طب والنبي صُح ومش باكدب يا حراجي .
وباحس معاك إن الدنيا لذيذه .
كيف حال (( عبد العال التابه )) و (( على اب عباس ))؟ ..
وقوللي يا حراجي ..
بتاكل كيف . ؟ وبتلبس إيه ؟ وبتقلع إيه ؟
بتنام فين ؟
قاعد في المطرح مع مين ؟
مين اللي بيغسلك توبك
وبتتسبح فين .. ؟
في نهاية القول ..
أنا رح أشيع عيد ع الكتاب ..
فا إبعت له ووصيه على شد الحيل ..
وجميع الناس في الجبلايه
عايزين لك كل سعاده وخير ..
وبيتمنولك تاني ترجع في السلامه ..
تعمر مصطبتك ..
وتقيد اللنضه في الدار ..
زوجتك
فاطنه أحمد عبد الغفار
جبلاية الفار
[color=red]محمد ابويوسف